جندت قيادة الدرك الوطني لأول مرة 40 دركيا إضافيا على مستوى الأحياء
الشعبية التي عرفت في الفترة الأخيرة صراعات وشجارات عنيفة، وعملت على
إعادة تفعيل مخطط الانتشار بحيث تتمكن من السيطرة على الوضع أثناء اندلاع
أولى شرارات العنف ودخول الأحياء في صراعات قبلية لا تعترف بغير لغة
الأسلحة البيضاء وسيوف الساموراي.
حسب مصادرنا فإن قيادة الدرك الوطني
اهتدت إلى طريقة جديدة تتمكن من خلالها منع حصد المزيد من الضحايا الذين
يسقطون خلال المعارك الطاحنة التي يشنها شباب لأسباب استجدت على الواقع
الشعبي الجزائري، خاصة بعد مباريات كرة القدم، حيث قررت قيادة الدرك الوطني
إعادة تفعيل مخطط الانتشار عن طريق استحداث وحدات خاصة مدعمة بما يقارب 40
دركيا في كل حي تنتشر به الظاهرة. وأوضحت المصادر ذاتها أنه وبعد دراسة
معمقة لمختصين من قيادة الدرك الوطني، تم إعادة تفعيل مخطط الانتشار بتأمين
المواطنين وممتلكاتهم، خاصة الأحياء المعروفة بتفشي بؤر الإجرام أو التي
يسمونها بالأحياء “السخونة”، وذلك باستحداث وحدة خاصة مدعمة بقرابة 40
دركيا مختصا في كبح نشاط هذا النوع من الإجرام، مشيرة إلى أن الإجراء جاء
بعد أن طغت مظاهر المعارك الطاحنة بين شباب الأحياء على المشهد العام في
الجزائر، الأمر الذي أخذ منعرجا خطيرا بعدما توسعت إلى المناطق الريفية،
ولم تنحصر في المناطق الحضرية الكبرى، حيث تشكلت كخلايا سرطانية، عقّدت من
مهام المصالح الأمنية، التي غالبا ما يدفع عناصرها ثمن هذه المعارك.
وأشارت
ذات المصادر إلى أن قيادة الدرك ستعمل على استحداث خلايا الدعم في كل حي
يعرف بانتشار مظاهر العنف، خاصة تلك التي شهدت عملية إسكان واسعة في
السنوات الأخيرة، سواء من داخل إقليمها أو من بلديات أخرى، ففي هذا الإطار
تم الشروع في تنظيف الأحياء من جميع بؤر الإجرام ودعم المجهودات التي تقوم
بها فرق الدرك المتواجدة على مستوى إقليم كل بلدية التي ستركز على مهام
أخرى غير تطويق هذه الأحياء، كما سيتم تنصيب الوحدات حتى بالأحياء التي لا
تحوي أي فرقة.