تسأل قارئة: أريد أن أتعرف على طبيعة الحمى القرمزية التى تصيب الأطفال وعوامل الخطورة فى هذا المرض؟
يجيب على السؤال الدكتور خالد المنياوى، أستاذ طب الأطفال – المركز القومى
للبحوث، استشارى أمراض أعصاب الأطفال، قائلا: الحمى القرمزية هو أحد
الأمراض الخطيرة والتى نراها كثيرا عند الأطفال، هو مرض ناجم عن الإصابة
بعدوى بمجموعة من البكتيريا العقدية وهى نفس البكتيريا التى تسبب التهابات
الحلق.
ولقد كانت الحمى القرمزية إلى زمن ليس ببعيد تعتبر من أحد الأمراض الخطيرة جدا فى مرحلة الطفولة، ولكنها الآن تعالج بسهولة.
وعن كيفية حدوث هذا المرض يقول: البكتيريا العقدية فى هذا المرض تنتج وتفرز
بعض المواد السامة تؤدى إلى طفح جلدى أحمر اللون، وهو يعتبر السمة المميزة
للمرض.
وعامل الخطر الرئيسى لهذا المرض هو الإصابة بهذه الحمى والحرارة مع
البكتيريا التى تسبب بكتيريا الحلق.وقد تكون بداية المرض كالتهاب بالحلق
وقد تنتشر العدوى بسهولة فى الأماكن المغلقة كالفصول بالمدارس مما يزيد من
خطر العدوى وانتشارها.
أما عن فترة حضانة هذا المرض أو الفترة الزمنية بين الإصابة بالعدوى وظهور
الأعراض المرضية هى يومين سواء كانت هذه الأعراض قصيرة أو لفترة أطول، وفى
أغلب الأحوال يبدأ المرض عادة بحمى والتهاب فى الحلق.
ثم يبدأ ظهور الطفح الجلدى، والذى يبدأ فى الظهور على الرقبة والصدر، ثم
ينتشر تدريجيا على باقى أعضاء الجسم وله شكل مميز يعرفه طبيب الأطفال جيدا،
مما يساعده على التشخيص الصحيح بل وتأكيده، ويجب أن تعرف الأم بأنه لا
يمكن للطفح الجلدى أن يستمر لأكثر من أسبوع، ويبدأ فى التلاشى على هيئة
تقشير للجلد، والتى تظهر جيدا فى أطراف الأصابع، سواء أصابع اليدين أو
القدمين بالإضافة إلى منطقة الفخذ.
أما عن الأعراض الأخرى لهذا المرض فتشمل بعض الآلام فى البطن، وظهور اللون
الأحمر الساطع فى أماكن الثنيات الجلدية، خاصة من تحت الإبط والفخذ، مع
حدوث قشعريرة مع الحمى التى قد تكون شديدة ( درجة حرارة عالية ومستمرة)،
بالإضافة إلى عدم الراحة والضيق مع الإحساس بالصداع وآلام بالعضلات وتورم
باللسان واللثة حتى أن شكل اللسان متعارف علية بين أطباء الأطفال "بلسان
الفراولة " لتشابه شكله بحبة الفراولة فى الأحمرار والحبيبات التى علية وقد
يحدث لبعض الحالات قىء.
أما عن أهمية الفحوصات الخاصة بهذا المرض يأتى الفحص البدنى والإكلينيكى
على رأس هذه الفحوصات، ثم يأتى الفحص المعملى من خلال عمل مزرعة لمسحة من
الحلق لإظهار الميكروب المسبب ولتأكيد التشخيص من خلالها.
أما عن العلاج فإن استخدام المضادات الحيوية لقتل البكتيريا التى تسبب
التهاب الحلق. هذا أمر بالغ الأهمية لمنع الإصابة بالحمى الروماتيزمية،وما
يتتبعها من مضاعفات خطيرة ناتجة عن التهاب الحلق والحمى القرمزية.
ومع العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة، ينبغى أن تتم متابعة الأعراض
الخاصة بالحمى القرمزية بجدية لأهمية أنها يجب أن تتحسن بصورة سريعة للحد
من المضاعفات المحتملة، أما عن الطفح الجلدى فلا يمكن للطفح الجلدى أن
يستمر لمدة قد تصل إلى أسبوعين إلى ثلاثة.
أما عن المضاعفات فهى نادرة الحدوث مع توافر العلاج الشافى لهذا المرض كما
شرحنا، إلا أن بعض المضاعفات قد تشمل الإصابة بالحمى الروماتيزمية الحادة،
مع التهابات حادة بالمفاصل، كما أن التهابات الأذن الوسطى من أكثر
المضاعفات التى قد نراها خاصة مع عدم الالتزام بتناول المضادات الحيوية
اللازمة للفترات المقترحة للطفل المرض، أما التهابات الغدة فهى نادرا ما
تحدث، التهابات الكلى والكبد والرئتين قد تحدث فى بعض الأحوال، أما الإصابة
بالالتهاب السحائى فقد نجدها فى بعض الحالات، أما التهابات الجيوب الأنفية
قد نراها فى بعض الحالات.