تركها تصارع السرطان وتزوج مجددا
في البداية ونحن ننفض الغبار على دفاتر المرض لم نتصور حجم الألم الذي سبّبه بعض الرجال لزوجاتهم المريضات، غير أن الحقيقة هالتنا، تقول إحدى الممرضات في قسم الأورام السرطانية بمستشفى مصطفى باشا، أنها لن تنسى طيلة حياتها صورة لسيدة شابة في الأربعينات من العمر، تنحدر من ولاية سطيف وأم لثلاثة أطفال من عائلة محدودة الدخل، شاءت الأقدار أن تصاب بسرطان الثدي فكانت تتنقل إلى العاصمة باستمرار لتخضع للعلاج الكيميائي، ومباشرة بعد تلقيها العلاج تعود إلى غرفتها لتباشر صنع أغطية وأفرشة غرفة الاستقبال بيديها المرتجفتين، فرغم تعب جلسات الكيميائي ومعاناتها مع داء السرطان الذي انتشر في جسدها حتى أنها لم تعد تقوى على الجلوس، إلا أنها كانت تصر على العمل وهي تتألم كي ترسل ما تجود به أناملها لزوجها ليبيعهم ويطعم أبناءهما غير متوقعة أن البُعد يولد الجفاء وأن الأموال التي كانت تعتقد أنها ستصرف على الأبناء صرفت في التجهيز لزفاف زوجها، فهو يتحجج بأنه لا يستطيع العيش مع امرأة بثدي واحد وأعاد الزواج من فتاة تصغرها بعشر سنوات.
وفي احدى الزيارات للعاصمة سألت ابنها والدموع تنهمر من عينيها وكأنها شعرت في قرارة نفسها عن سر غياب شريك حياتها عن زيارتها، فلم يجد بدا من مصارحتها أن والده في شهر العسل مع عروسه الجديدة، انهارت وبكت كثيرا - تقول الممرضة - فالسرطان لم يتمكن من هزمها لكن زوجها هزمها، وبعد أشهر قليلة توفيت بحسرتها.
.